Uncategorized

مفهوم المجتمع | تقديم المفهوم | مجزوءة الانسان

يُعرف المجتمع باعتباره نظاما من الأفراد والجماعات، تربط بينهم علاقات منظمة ومصالح متبادلة، ويقوم المجتمع على فكرة الاعتماد المتبادل  وتقسيم العمل، وتبادل الأدوار والمهام بين افراده، سعيا منهم إلى تحقيق نوع من الحياة المشتركة، والمنظمة بقوة الحق والقانون وكذا المؤسسات (سياسية ، اجتماعية، اقتصادية، أمنية، قانونية، إدارية ) وقد شكل مفهوم المجتمع محطة لتفكير العديد من الفلاسفة والمفكرين وعلماء الاجتماع، فكانت النظريات الفلسفية التقليدية تعتبر الاجتماع البشري معطى طبيعي ، وأن الانسان حيوان اجتماعي وسياسي بطبعه (أرسطو ق,4,ق,م) وقدره ان يعيش مع الجماعة.

ولكن ابتداء من القرن 17م، تطورت في أروبا فلسفة سياسية على يد من عرفوا بفلاسفة العقد الاجتماعي، وهم (توماس هوبز، جون لوك، سبينوزا، جون جاك روسو) هؤلاء الفلاسفة يرجعون نشأة المجتمع إلى أساس تعاقدي اتفاقي، حيث ظهر المجتمع في التاريخ بحسب رؤيتهم، كنتيجة لاتفاق الأفراد والجماعات على التخلي عن الحق المطلق في الفعل والتصرف (الحرية الطبيعية) والالتزام في المقابل بالحرية المدنية، التي تتيح لهم الفعل والتصرف وفق ما تمليه القوانين المتفق عليها والمؤسسات  التي ينظمون من خلالها وجودهم الاجتماعي، وهذا هو جوهر التصور الحديث للمجتمع والسياسة الذي يؤسس لفكرة المواطن، الذي لم يعد مجرد عضو سلبي في المجتمع ،  بل أصبح انطلاقا من فكرة التعاقد مواطن له حقوق وعليه واجبات  وعضوا فاعلا في المجتمع.

وبذلك ترسخت فكرة إرساء السلطة على أساس يقوم على المشروعية التمثيلية، عبر الانتخاب والتصويت، مما يتيح مراقبتها ومحاسبتها من طرف السلط الأخرى، في إطار توزيع السلط في المجتمع (تشريعية، تنفيذية، قضائية), وليستقيم تفكيرنا في مفهوم المجتمع لابد لنا من معالجة التساؤلات التالية: ما المجتمع؟ وما طبيعة الأساس الذي يقوم عليه؟ وما دلالة الفرد؟ وما علاقته بالمجتمع الذي يوجد فيه؟ وكيف يحافظ المجتمع على وحدته وتماسكه ؟ وكيف يمارس سلطته على الأفراد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى