مفهوم الوعي واللاوعي

مجزوءة الانسان | تقديم المجزوءة

تقديم مجزوءة الانسان

مجزوءة الانسان: أبعاد الوجود الانساني

إتخذتِ الفلسفة الانسانَ منذ نشأتها، وخاصة منذ المرحلة السُّقراطية (ق.4.ق.م)، موضوعا للتفكير والتأمل الفلسفي، وهذا ما عبرت عنه مقولة سقراط الشهيرة “أيها الإنسان، إعرف نفسك بنفسك”. فالإنسان بما هو كائن ثقافي، ينتمي إلى حضارة، ويعيش في مجتمع، كما أنه يمتلك طبيعة إنسانية تتيح لنا إمكانية مساءلته في أبعاده ومكوناته، وإذا تأملنا سؤال: ما الإنسان؟ تواجهنا صعوبة إعطاءه تعريفا دقيقا، نظرا لتعدد خصائصه وتداخلها، ورغم ذلك، في سياق محاولة تعريف الانسان، يُجمع أغلبُ الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع والأُنثروبولوجيا على كون الإنسان يتحدد بأربعة أبعاد أساسية، وهي: (البعد البيولوجي، البعد السيكولوجي أو النفسي، البعد الاجتماعي أو السوسيولوجي، ثم أخيرا البعد الفكري والمعرفي).

أبعاد الكائن الإنساني:

  1. (البعد البيولوجي)؛ الإنسان كائن حي، شأنه شأن سائر الكائنات الحية، فهو ذو بنية عضوية فيزيولوجية أي يمتلك جسدا كمعطى طبيعي، جسده هذا خاضع لقوانين بيولوجية، أي قوانين الحياة، وبالتالي يسري عليه ما يسري على باقي الكائنات الحية، بحيث (يتنفس، يتغذى، يشرب، ينام، ينمو، يتوالد ويتكاثر، يمرض، يموت…)
  2. (البعد السيكولوجي) (النفسي)؛  الإنسان كائن وجداني، عاطفي، له حياة نفسية خاضعة لمبدأ الشعور واللاشعور. ويؤطرها مبدأ اللذة والألم (يحزن ويفرح، يبكي ويضحك ، يشعر بسعادة كما قد يشعر بالتعاسة والشقاء، يرتاح نفسيا / كما يشعر بقلق وضغوطات وتوترات نفسية…)
  3. (البعد السوسيولوجي) (الاجتماعي)؛ الإنسان كائن اجتماعي، يتواصل ويتفاعل ويندمج اجتماعيا، يعيش ويحيى في علاقته بنظام اجتماعي منظم بواسطة قوانين ومؤسسات، ومؤطر بثقافة وقيم وأعراف اجتماعية، 
  4. (البعد الفكري المعرفي)؛ الانسان يتحدد بالبعد المعرفي، فهو ذات عارفة، وكائن مفكر وعاقل، له وعي معرفي بذاته، وبالغير والآخر، وبالعالم من حوله، يدرك الأشياء حسيا ويتمثلها ويدركها ذهنيا  وعقليا، يتخيل أشياء معينة، يشك في صحة الأفكار والحقائق التي يتلقاها من عالم التجربة، يتأمل القضايا التي تشغل فكره، يتذكر أمور معينة خزنها في ذاكرته، يخطط لسلوكاته وأفعاله المستقبلية، يتخذ القرارات، يتبأ بحدوث أمور معينة …

وفي سياق مقاربتنا للإشكاليات الفلسفية المتعلقة بمفهوم “الإنسان”، سننفتح على المفاهيم المركزية التالية:

  1. مفهوم الوعي واللاوعي: فالإنسان في إدراكه ووعيه، لا تحكمه إرادة الوعي فقط، بل كذلك النزوع اللاواعي نحو الوهم.
  2. مفهوم الرغبة: هي معطى طبيعي ومكتسب في الإنسان تقدمه في صورة كائن راغب، يميل إلى تحقيق أشياء يفتقدها في وضعه الحالي ويسعى إلى تحقيقها وتلبيتها.
  3. مفهوم المجتمع: الانسان كائن اجتماعي، لا تكتمل إنسانيتهُ إلا داخل المجتمع، وهذا الأخير لا يمكن فهمه إلا بالتفكير في طبيعة الأساس الذي يقوم عليه، وطبيعة العلاقة القائمة بينه وبين أفراده وأنماط سلطته.

مفاهيم مجزوءة: “الإنسان”

  1. مفهوم الوعي واللاوعي
  2. مفهوم  الرغبة
  3. مفهوم  المجتمع

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى