منهجية تحليل ومناقشة نص فلسفي
تقتضي منهجية تحليل ومناقشة نص فلسفي، القيام بتحرير مقال أو موضوع إنشائي فلسفي، يتكون من ثلاث مراحل أساسية: هي (المقدمة، العرض، الخاتمة) [17ن] ويستوفي أربع مستويات أو مطالب أساسية، هي: مطلب الفهم (04ن) ويمثل مقدمة الموضوع، ثم مطلبي التحليل (05ن) و المناقشة (05ن) ويجسدان عرض الموضوع، ونختم بمطلب التركيب(03ن) وهو خاتمة الموضوع، مع ضرورة العناية بالجوانب الشكلية [03ن]:
I مطلب الفهم
هو لحظة التأطير النظري والإشكالي للموضوع أو البناء الإشكالي للقضية الفلسفية موضوع النص، وفي هذه الخطوة نكتب مقدمة فلسفية تستوفي ثلاثة شروط أساسية، وهي:
1. تحديد الموضوع (1ن)
أي تحديد القضية الفلسفية موضوع النص في ارتباطها بمضامين المجزوءة والمفهوم المركزي ومجاله الإشكالي (تسمى هذه العملية بالتأطير النظري) وذلك بالانطلاق من تمهيد إشكالي معين.
2. صياغة الإشكالية (2ن)
وذلك بإبراز التقابل أو المفارقة أو الإحراج الذي يستدعيه التفكير في قضية النص، وبشكل صريح، أي إظهار الطابع الإشكالي أو الجدلي للقضية الفلسفية، أوجه التقابل فيها، أو التناقض، أو الاستعصاء والصعوبة التي تطرحها إمكانيات حلها… (تسمى هذه الخطوة بالتأطير الإشكالي)
3. التساؤل الفلسفي (1ن)
أي طرح الأسئلة الفلسفية التي سنجيب عنها في العرض (مطلب التحليل والمناقشة)، وذلك باعتماد مبدأ التدرج من العام الى الخاص، (سؤال أو أسئلة الماهية + سؤال العلاقة إن أمكن طرحه+ سؤال أو أسئلة المفارقة (وهي أسئلة تتأسس على تقابل مفاهيمي) + السؤال الضمني للنص، إما ندمجه ضمن أسئلة المفارقة، أو نعبر عنه بشكل مستقل.
أنقر هنا لمعاينة مثال عن طريقة طرح الأسئلة
مثال: … ما الحقيقة؟ وما الرأي؟ (أسئلة الماهية) وما طبيعة العلاقة بينهما؟ (سؤال العلاقة) وهل تشكل الحقيقة امتدادا للرأي أم قطيعة معه؟ (سؤال المفارقة) وإذا كان النص يقول مثلا أن الحقيقة امتداد للرأي، يمكن التساؤل كالتالي: إلى أي حد / بأي معنى/ إلى أي مدى تعتبر الحقيقة امتداد للرأي؟
II مطلب التحليل
هو الجزء الأول من العرض، ويقتضي منا إنجاز ثلاث خطوات إجرائية وهي:
1. تحديد أطروحة النص وشرحها (2ن)
وذلك بإبراز موقف صاحب النص وجوابه عن الإشكال المطروح، أي التعبير عن أطروحة النص بشكل واضح ومشروح.
2. تحديد دلالات المفاهيم (2ن)
أي الوقوف عند مفاهيم النص ذات الصلة بالأطروحة وشرح معناها ودلالاتها الفلسفية مع ضرورة تحديد العلاقة الدلالية بين معانيها.
3. إستخراج حجج النص: (1ن)
أي كتابة فقرة حجاجية تحليلية، توضح المسار الحجاجي المعتمد لبناء الأطروحة، وذلك باستثمار الأفكار الحجاجية للنص والربط فيما بينها، مع مراعاة مبدأ التسلسل والتدرج في عرضها، حيث نرصد طبيعة الحجة الموظفة والفكرة المعبرة عنها وندمج بينهما.
أنقر هنا لمعاينة مثال
مثلا: عثرنا على حجة التعريف؛ نقول عرف صاحب النص/الكاتب…، حجة المقارنة، كما قارن بين…، حجة المثال، وظف مثالا لتوضيح…، ساق مثالا، أدرج مثالا عن كذا لتوضيح… وهكذا… )
بعد الانتهاء من مطلب التحليل، يمكن ختم هذه المرحلة باستنتاج جزئي كتذكير بجوهر الأطروحة لكي نتمكن بعد ذلك من فتح الطريق نحو المناقشة بنوعيها (الداخلية والخارجية)
III مطلب المناقشة
وهو الجزء الثاني من العرض، حيث ينبغي التعبير عن الحس النقدي اتجاه أطروحة النص، وذلك بالمرور عبر مستویین نقدیین : هما المناقشة الداخلية والمناقشة الخارجية.
المناقشة الداخلية
في هذا المستوى ينبغي الوقوف عند مستويين نقديين هما: (1)قيمة الأطروحة و (2)حدود الأطروحة
1. قيمة الأطروحة (1.5ن)
أي ذكر الاعتبارات والمبررات الفكرية أو الواقعية التي تجعل الأطروحة تبدو مقبولة وذات مصداقية واعتبار، فقد تكون أطروحة النص ذات قيمة (واقعية ، عملية ، نظرية ، فكرية، علمية ، أخلاقية ، اجتماعية ، سياسية…)، وهكذا، ويستحسن تعزيز مضمون الأطروحة بأمثلة أو بسياقات واقعية أو تفسيرات عقلية أو منطقية. بعد هذا ننفتح على حدود الأطروحة.
2. حدود الأطروحة (1.5ن)
وذلك بالوقوف عند إحراجاتها أو ملابساتها، مفارقاتها والتفاصيل والإمكانيات التي يمكن من خلالِهَا تجاوزها، باعتبار تلك الأطروحة (المعبر عنها في التحليل) ليست التصور الوحيد لحل الإشكال المطروح ما دام التفكير الفلسفي يقوم على الاختلاف والشك وتعدد الحقائق. بعبارة أخرى تجدر الإشارة في هذا السياق إلى الوقوف عند الاحتمالات الممكنة لتجاوزها، إما بإبراز تناقضاتها، أو إحراجاتها، مفارقاتها؛ والإمكانيات التي يمكن من خلالها تجاوز الأشياء التي أغفلها صاحب النص، ويمكن ذكرها كجوانب ضعف أو قصور في الأطروحة .
المناقشة الخارجية (2ن)
في هذا المستوى النقدي، نعمل على مناقشة أطروحة النص، بإظهار اتفاقها أو تعارضها أو اختلافها مع أطروحات فلسفية أخرى، عالجت نفس الإشكال المطروح، مع ضرورة إبراز الاختلافات القائمة بينها من حيث المنطلقات أو التصورات في معالجتها للقضية المطروحة. (على الأقل أطروحتين فلسفيتين)
IV مطلب التركيب: (3ن)
في هذا المستوى الختامي، نكتب فقرة تركيبية، تتضمن ما يلي:
- التذكير بالإشكالية الفلسفية مدار التحليل والمناقشة.
- وعرض نتائج التحليل والمناقشة بصددها -القضية الفلسفية المطروحة-
- إمكانية التعبير عن الرأي الشخصي بما ينسجم وروح التفكير الفلسفي القائم على المرونة والاختلاف.
- إمكانية ختم الموضوع بسؤال إشكالي، يفتح التفكير على آفاق جديدة.
الجوانب الشكلية [03ن]: تتوزع على الشكل التالي: تماسك العرض [01ن] سلامة اللغة وعلامات الترقيم [01ن] وضوح الخط، [01 ن].