مجزوءة الوضع البشري
مجزوءة الوضع البشري | تقديم مجزوءة الوضع البشري
ما دلالة الوضع البشري؟ وما هي مستوياته وأبعاده؟
تعريف الوضع البشر
الوضع البشري، عبارة عن “بنية من الشروط والمحددات الذاتية (العقل، الفكر، الوعي، الإرادة، الحرية…) والموضوعية (الشرط الطبيعي، التاريخي، الاجتماعي الثقافي، الواقعي، النفسي اللاشعوري…)، التي تؤطر وجود الكائن الانساني، فردا وجماعة، وهي شروط متفاعلة ومتداخلة فيما بينها، تنتج وضعا مركبا ومحكوما بطابع الضرورة والحتمية والإكراه”.
- الشروط والمحددات الذاتية: هي السمات والخصائص التي يتحدد بمقتضاها الوجود الإنساني من الناحية الفردية، كالفكر والعقل والإرادة والشعور والإحساس والوعي والذاكرة والحرية… وهي المقومات التي يوظفها الشخص في التفاعل مع العالم الخارجي، (المحيط الطبيعي والإجتماعي)؛ وتجاوز إكراهاته وضروراته وحتمياته×
- المحددات والشروط الموضوعية: هي مُجمل الشروط الخارجة عن إرادة الذات الإنسانية والتي ليس للشخص دخل فيها، بحيث، قد تؤثر على وجود الكائن البشري وتوجه سلوكاته وأفعاله. كقوانين الطبيعة (الحتمية الطبيعية) وقوانين وعادات وأعراف المجتمع وحتمية التاريخ، ومعطيات الثقافة، ومتطلبات الواقع، والحتمية النفسية اللاشعورية…
بعد أن تعرفنا على مفهوم الوضع البشري، سنسلط الضوء على القضايا الفلسفية المرتبطة بهذه المجزوءة من خلال مستويين أساسيين هما:
- بعد الوجود الفردي الذاتي المتمثل في مفهوم الشخص
- أي المتمثل في الانسان باعتباره شخصا، أي ذاتا فردية لها وعي بهويتها الشخصية وتطابقها مع ذاتها واختلافها عن الآخرين، ولها شعور بقيمتها الأخلاقية والاجتماعية في الوجود، ولها وعي كذلك بحريتها وببعض الضرورات والإكراهات الموضوعية التي من شأنها التأثير على حريتها وعيها وإرادتها.
- بعد الوجود العلائقي التفاعلي المتمثل في مفهوم الغير
- يحيل على القضايا الفلسفية المرتبطة بالوجود العلائقي التفاعلي بين الأنا والغير
- أولا من حيث الكيفية التي يُدرك من خلالها كل طرف وجود الآخر إن كذات أو موضوع، ومدى التأثير الذي يمارسانه على بعضهما البعض في المجال الإدراكي التفاعلي وما إذا كان وجودهما ضروريا لوجود الآخر،
- وثانيا يتعلق بالمعرفة التي يكونانها عن بعضهما البعض إذا ما كانت ممكنة أم صعبة أم مستحيلة، وقوفا عند شروط إمكانها أو عوائقها وصعوباتها،
- ثالثا برصد طبيعة العلاقة التفاعلية التي تربطُهُما في الواقع المعيش أو الوجود الاجتماعي المشترك، إذا ما كانت هذه العلاقة تقوم على أسس إيجابية أم سلبية.
- يحيل على القضايا الفلسفية المرتبطة بالوجود العلائقي التفاعلي بين الأنا والغير
خطاطة توضيحية لفهم مضامين مجزوءة الوضع البشري
خصائص ومميزات الوضع البشري
- مجزوءة “الوضع البشري”، هي مبحث فلسفي يُعنى بدراسة قضايا الوجود الإنساني؛ في بعدها الفردي الذاتي (مفهوم الشخص) وبعدها العلائقي التفاعلي، (مفهوم الغير) أي وجود الانسان كشخص وغير في العالم المعيش والمشترك؛
- تحيل مجزوءة الوضع البشري على مجموع الشروط والمحددات الذاتية والموضوعية التي تؤطر وجود الكائن الإنساني وتشرط وجوده، سواء في علاقته بذاته أو بالمحيط الاجتماعي والطبيعي من حوله؛
- شروط الوضع البشري أو الوجود الإنساني نوعان، هناك الشروط الذاتية التي تحدد وجود الانسان كفرد، ذات، شخص، وهي : العقل أو الفكر، الوعي، الشعور، الإرادة، الحرية، المسؤولية، الكرامة، الأخلاق… ثم الشروط الموضوعية، كالشرط الطبيعي (قوانين الطبيعة)، الشرط الاجتماعي، الشرط الثقافي، التاريخي، الواقعي، مما يعني أن الانسان -الشخص- يوجد في عالم محكوم بالضرورة وخاضع لجملة من الإكراهات والحتميات؛
- الشروط الموضوعية للوضع البشري تُشعر الشخص بالإكراه، وقد تحد من إرادة وحرية الشخص، فالإنسان منتوج تاريخي، يوجد في علاقة مع إكراهات الطبيعة وشروط المجتمع ومتطلبات الواقع، كما أن الحياة النفسية للإنسان وقوانينها من لاشعور وانفعالات النفس والجسد قد تنفلت من إرادة الذات ووعيها؛
- شروط الوضع البشري متداخلة ومتفاعلة وتخلق وضعا مركبا ومعقدا؛ ويستم بطابع الغموض؛
- مجزوءة الوضع البشري تهتم من جهة بقضايا الوجود الفردي الذاتي؛ كل ما له علاقة بوجود الانسان كفرد، كذات، كشخص، حيث يجري التركيز على الانسان بوصفه كائنا عاقلا، واعيا، مريدا، وحرا …؛
- في إطار البعد الفردي الذاتي من أبعاد الوجود الإنساني سنستحضر طبيعة الموجود الإنساني الشخص، باعتباره ذاتا مفكرة، عاقلة وواعية، تحكمها إرادة حرة وأخلاقية… وفي إطار البعد العلائقي التفاعلي، سنتوقف عند الانسان كذات أخرى، وكانا آخر، شبيه ومختلف عن الذات أو الأنا ، شبيه بها من حيث كونه ذاتا واعية، ومختلف عنها من حيث أن وعيه وفكره وإرادته مطابقة لذاته هو، ومنفصلة عن الذات الأخرى، الأنا الآخر، أويالغير ومختلفة عنه؛
- رغم أن الشخص مُؤطر بجملة من العوامل والإكراهات والشروط الموضوعية، إلا أنه بفعل الشروط الذاتية (الفكر، الوعي، الإرادة…) يعتبر كائنا حرا، وحاصلا على إمكانية التعالي وتجاوز بعض أشكال الحتميات والضرورات وما من شأنه الحد من حريته؛
- تتكون مجزوءة الوضع البشري من مفهومين:
1. مفهوم الشخص
2. مفهوم الغير - مفهوم الشخص: ينفتح على ثلاث إشكاليات فلسفية:
1. المحور الأول: هوية الشخص
2. المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
3. المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية - مفهوم الغير: ويشمل ثلاث مستويات إشكالية، هي:
1. المحور الأول: وجود الغير
2. المحور الثاني: معرفة الغير
3. المحور الثالث: العلاقة بين الأنا والغير
أسئلة تقويمية:
- كيف يمكن تعريف الوضع البشري؟
- ما هي أبعاد الوضع البشري؟
- في ماذا تتجلى أبعاده الفردية؟
- في ماذا تتجلى أبعاده العلائقية التفاعلية؟
- ما هي المستويات الإشكالية للوضع البشري؟