مجزوءة الوضع البشري | مفهوم الشخص | تقديم مفهوم الشخص
يمثل مفهوم الشخص البعد الفردي الذاتي من أبعاد الوضع البشري | فما دلالة مفهوم الشخص؟

تقديم مفهوم الشخص
تقديم المفهوم
في إطار تأمل الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع “للوضع البشري” تم الاهتمام بمفهوم الشخص. فالشخص ككائن بشري يقابل مفهوم الشيء، فكل واحد منا يشعر أنه شخص وليس شيئا وأنه ذات وليس موضوعا، ويتحدد الشخص بالحرية والوعي وباستقلاليته عن آليات الحياة الطبيعية، ولذلك يتصف بالبعد الأخلاقي من حيث إنه يحمل كل القيم التي يرسخها في تفاعله مع غيره، وبالبعد القانوني من حيث إن له حقوقا وعليه واجبات. للشخص إذن سمات تميزه وتجعله يعي هويته ويشعر بقيمته، ويتطلع إلى الحرية.
دلالات المفهوم:
يمييز “أندري لالاند” André lalande بين ثلاثة معاني للشخص، من حيث هو جسم ومظهر (البعد الطبيعي) ومن حيث هو ذات واعية (البعد المعرفي الفكري) ومن حيث له حقوق وواجبات (البعد القانوني)
الدلالة الفلسفية:
أما مفهوم الشخص في دلالته الفلسفية، فيحيل على “الانسان بما هو ذات مفكرة، واعية، مريدة، قادرة على التمييز بين الصواب والخطأ والخير والشر والصدق والكذب وتتحمل مسؤولية أفعالها مسؤولية قانونية وأخلاقية. وفي هذا الصدد يقول “كانط” “الشخص هو الذات التي تنسب إليها مسؤولية أفعالها“
الإشكالات الفلسفية
انطلاقا من التحديدات الدلالية السابقة تنبع الإشكالية الفلسفية لمفهوم الشخص والتي يمكن صياغتها والتعبير عنها من خلال التساؤلات التالية:
- ما الشخص؟ وما الهوية؟ وما الأساس الذي تقوم عليه هوية الشخص؟ وهل الهوية الشخصية ثابتة أم متغيرة؟ واحدة أم متعددة؟
- ما الذي يجعل الشخص قيمة تستحق كل احترام؟ هل الشخص يستمد قيمته من ذاته أم من مجال التعايش الاجتماعي؟ وهل الشخص غاية أم مجرد وسيلة؟
- هل الشخص ذات حرة أم خاضعة لضرورات وحتميات معينة؟