تحليل نص ماكس فيبر ص 81 مباهج الفلسفة
محور مشروعية الدولة وغاياتها
تحليل نص ماكس فيبر ص 81 مباهج الفلسفة
هناك ثلاثة أسس للمشروعية. هناك أولا سلطة «الأمس الأزلي» أي سلطة العادات والتقاليد التي تكرسها صلاحيتها العتيقة ، وعادة احترامها المتجذرة في الإنسان. وتلك هي السلطة التقليدية التي كان الأب الأكبر أو الشيخ يمارسها في الماضي. ...
1. إشكال النص
ما أسس مشروعية سلطة الدولة؟ بعبارة أخرى: ما هي الأسس التي تمنح الدولة مشروعية استخدام السلطة؟
2. أطروحة النص
تتأسس الدولة، حسب عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، على ثلاثة أنواع من المشروعية: فهناك الدول التي تستمد مشروعيتها ومبررات تواجدها وممارستها للسلطة، من العادات والتقاليد التي تبثث صلاحيتها وتجدرت في وعي الناس بحيث لم يعد أحد منهم يشك في صلاحيتها وهذه السلطة هي سلطة «الأمس الأزلي» كمشروعية كلاسيكية، وهناك دول تستمد سلطتها من الخصال والسمات السيكولوجية الشخصية المميزة للشخص الحاكم، كالصفات الخارقة، والبطولات النادرة وغيرها. والتي يسميها فيبر بالسلطة “الكاريزمية” وهناك أخيرا من يمارس سلطته بالاعتماد على الشرعية القانونية، بناء على قواعد حكم عقلانية، حيث تقوم السلطة على امتثال الأفراد للواجبات والالتزامات المطابقة لقوانين النظام السائد، وهذه هي السلطة التي تعتمد عليها الدول الحديثة.
3. مفاهيم النص
الدولة : يُعَرِّفها “ماكس فيبر” بأنها الكيان الذي يحتكر الاستخدام المشروع للقوة داخل حدود معينة. سواء كانت هذه القوة موجهة لفرض النظام الداخلي أو لحماية الحدود الوطنية من التهديدات الخارجية . ...
المشروعية : مجموع الأسباب والإعتقادات التي تُبرر امتثال وتقبل مجموعة بشرية لسلطة الدولة الممارسة عليها، ومنها تستمد الدولة أحقيتها في ممارسة الحكم وتدبير الشأن العام.
السلطة : حسب فيبر، هي القدرة التي تتوفر عليها الدولة في فرض الهيمنة والامتثال على الأفراد والجماعات داخل حدود معينة، حتى ولو كان ذلك يتعارض مع إرادتهم الخاصة. فسلطة الدولة في نظره تتسم بنوع من الخصوصية لأنها تتمتع بالحق الحصري في استخدام القوة المادية المشروعة.
الكاريزمية : موهبة يتمتع بها بعض الأشخاص مِمَّا يُؤَهِّلُهُمْ لتولي مراكز القيادة، وهي خاصة بالأُمراء والأنبياء والقادة العسكريين.
الشرعية : صِفة للسلطة المُمارسة داخل الدولة وفق القوانين السائدة، حيث يؤمن الناس بأن النظام الذي تُمارَس من خلاله هو نظام عادل ومقبول.
4. حجج النص
في سياق إبراز “ماكس فيبر” لأطروحته المتعلقة بأسس مشروعية الدولة، اعتمد أسلوب حجاجي واقعي مُستمد من الواقع والتاريخ، يُبرز تَقابلا بين بعض الأنواع من المشروعيات:
الأولى: سلطة تقليدية تُستمد من العادات والتقاليد التاريخية التي تقبلها المجتمعات. كالسلطة المَلَكية أو الدينية التي يتم قبولها نتيجة للاستمرارية التاريخية.
الثانية: السلطة الكارزمية، وتستند إلى القوة الشخصية والقدرة القيادية لشخص معين، يُنظر إليه على أنه ذو قدرات استثنائية أو شخصية جذابة تستحق الطاعة والتبعية. مثل القادة الثوريين أو الدينيين الذين يمارسون السلطة بناءً على قدرتهم على التأثير في الجماهير.
والثالثة: سلطة حديثة، وهي السلطة المستندة إلى النظام القانوني والمؤسساتي الذي يتم من خلاله تنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية للأفراد والقائمة على أساس الامتثال للواجبات والالتزامات المطابقة لقوانين النظام القَائِمِ. وهي سلطة شرعية كما تمارس في الدول الحديثة.
5. استنتاج النص
نستنتج بعد انتهائنا من تحليل نص “ماكس فيبر” أن الدولة غالبا ما تستمد مشروعيتها من ثلاث أسس للمشروعية، وهي المشروعية التقليدية والمشروعية الكاريزمية والمشروعية القائمة على الشرعية القانونية