المحور (1) التجربة والتجريب | مفهوم النظرية والتجربة
يتأسس حقل المعرفة العلمية على وجود ترابط وثيق بين النظرية والتجربة، ذلك أن دراسة الظواهر العلمية لا تخضع للعفوية و الإعتباطية وإنما للدقة المنهجية والصرامة الموضوعية. لذا هناك فرق كبير بين التجربة والتجريب.
تحيل «التجربة» على مجال الواقع كمعطى حسي ومادي ملموس، قابل للملاحظة والإدراك، كما تعتبر ملاحظة عامية ترتبط بالخبرة الذاتية وبالإدراك الحسي الطبيعي. في حالة الإعتماد على التجربة من منطلق حسي مباشر، فهي تشكل عائقا إبيستيمولوجيا يحول دون تكون المعرفة العلمية وسير تقدمها، أما التجريب فهو تفكير نظري يقوم على خطوات منهجية مضبوطة بغية التحقق من صدق وصحة الفرضيات. لكن العلماء يختلفون في طبيعة التجريب وعلاقته بالواقع والعقل : ما دلالة كل من التجربة والتجريب؟ وبأي معنى يشكل التجريب أساسا لبناء النظرية العلمية؟ وهل للتجريب علاقة فقط بما هو واقعي، أم يمكن تجاوز ذلك إلى ما هو خيالي ذهني وافتراضي؟