تحليل نص ديكارت ص 64 الحقيقة والرأي
كنت قد انتبهت منذ سنواتي الأولى إلى أني قد تقبلت كمية من الآراء الخاطئة على أنها آراء حقيقية وصادقة، وإلى أن ما أقمته على هذه المبادئ غير المؤكدة لا يمكن أن يكون إلا أمورًا مشكوكا فيها وغير مؤكدة ؛ وذلك بحيث كان علي أن أقوم، مرة واحدة في حياتي، بالتخلص من كل الآراء التي تلقيتها وصدقتها إلى ذلك الوقت، وأن أبدأ كل شيء من جديد ابتداءً من الأسس، وذلك إذا ما كنت أريد أن أقيم قدرًا من اليقين الصلب والثابت في المعارف والعلوم....
1. أسئلة النص
- ما الذي أثار انتباه ديكارت في مرحلته العمرية المبكرة، حتى دفعه إلى التفكير؟
- ماذا نسمي هذا النوع من التفكير الذي قام به ديكارت؟
- ما طبيعة تلك الآراء التي انتبه ديكارت إلى تقبلها مسبقا؟
- ما موقفه اتجاهها؟
- كيف عمل على تجاوزها؟
2. أفكار نص (ضرورة مراجعة الأفكار السابقة)
- ذكر ديكارت أنه -منذ سنواته الأولى- قد فطن إلى تقبل كمية من الآراء على أنها حقيقية وصادقة، وبأنها كانت تقوم على مبادئ غير مؤكدة ومشكوك في صحتها، ومنه عمل على الشك فيها وتجاوزها، وعلى التخلص من كل الآراء التي تلقاها وصدقها من قبل، وذلك بالوقوف عند الأسس اليقينية التي تضمن بناء صرح الحقيقة المتسمة باليقين الصلب والثابت في المعارف والعلوم.
- تأكيد ديكارت، بعد أن أصبح فكره حرا من كل القيود، وبعد أن أصبح قادرا على التفكير بكل حرية، عمل على تقويض آرائه السابقة غير التَّامة التكوين واليقين، ورفضها، واعتبارها خاطئة بمجرد العثور على أدنى شك فيها، ومنه ينبغي الشك في المبادئ التي كانت تستند إليها الآراء السابقة.
3. إشكال نص ديكارت في الحقيقة والرأي
هل الحقيقة معطى جاهز في آرائنا السابقة، أم يتم بناؤها؟ وما الأساس الذي ينبغي الانطلاق منه في بناء الحقيقة؟
4. أطروحة نص ديكارت في الحقيقة والرأي
إن الحقيقة حسب “ديكارت” تنفصل عن الرأي وتتعارض معه، إنها بناء عقلي استدلالي، يقتضي هدم الآراء السابقة والمبادئ والأسس غير المؤكدة، عبر وضعها موضع شك، كخطوة أولى نحو إقامة قدر من اليقين الصلب والثابت في المعارف والعلوم. والشك، عند ديكارت هو بداية طريق الحقيقة، فهو شك منهجي يتم من خلاله تعليق الحكم بشكل مؤقت بغرض تأسيس اليقين. وهو كذلك خطوة منهجية تهدف إلى هدم ما تم قبوله مسبقا من أجل بناء المعرفة على أسس يقينية ثابتة وأكثر صلابة.
5. حجاج نص ديكارت في الحقيقة والرأي
في سعي ديكارت إلى بناء أطروحته والدفاع عنها، اعتمد على حجتي العرض والنقد، مبتدئا نصه بعرض تجربته السابقة حُيال (اتجاه) الأفكار التي اكتسبها وانتقلت إلى ذهنه، موضحا أن جلّها كانت خاطئة وغير قائمة على أسس يقينية، ثم بعدها عمل على نقدها بإبراز أنها كانت تقوم على أسس ومبادئ خاطئة، ملحا على ضرورة تجاوزها والشك فيها، موجها اهتمامه بدحض المبادئ المؤسسة لآرئه السابقة.