مجزوءة الفلسفة – تعريف الفلسفة – تاريخ نشأة الفلسفة
إطار النشأة - مكان وزمان ظهور الفلسفة
تقديم مجزوءة الفلسفة
إن الفلسفة باعتبارها تفكيرا نظريا منظما في الكون والإنسان، تجعل من يتعامل معها لأول مرة، يتساءل عن: ما المقصود بالفلسفة؟ إلا أن الإجابة عن هذا السؤال أو إعطاء تعريف دقيق لهذا الخطاب، تعترضه جملة من الصعوبات: أولها أن كل تعريف للفلسفة مرتبط بفلسفة صاحبها، فكل فيلسوف له رؤيته الخاصة لمواضيع كبرى كالوجود والمعرفة والقيم والحياة … ثانيها أن كل تعريف مرتبط بالعصر الذي وجد فيه.
فكل فيلسوف مرتبط بقضايا زمانه و عصره سواء كانت سياسية اجتماعية، اقتصادية… فهذه القضايا هي التي تملي عليه المواضيع وتُبلور تصوراته الفلسفية . لكن رغم هذه الصعوبات يمكن أن نقول أن الفلسفة هي لفظ مُعرب عن الكلمة اليونانية (فيلوصوفيا philosophia) ، وهي كلمة مركبة من (فيلو philo) وتعني المحبة و من (صوفيا sophia) وتعني الحكمة؛ أي أن الفلسفة هي محبة الحكمة، أي طلب المعرفة الخالصة (المعرفة من أجل المعرفة بعيدا عن المنافع و المصالح) و يعتبر فيتاغورس أول من وضع هذا التعريف، إذن: صعوبة تحديد مفهوم الفلسفة يدفعنا إلى التساؤل : عن تعريفها وإطار نشأتها، وكذا العوامل الكامنة وراء ظهورها، ومراحل تطورها، ومنطق اشتغالها، هكذا نجد أنفسنا في مواجهة التساؤلات التالية: ما الفلسفة؟ أين نشأت ومتى؟ وما هي العوامل التي ساعدت على ظهورها؟ وما هي المراحل التاريخية لتطورها؟ وما مظاهر الفكر الفلسفي؟ وما هي أدوات فعل التفلسف؟
المحور الأول: نشأة الفلسفة
1. إطار النشأة – المكان
المقطع الأول: توظيف نص “ويل ديورانت” ص 11
التعريف بصاحب النص:
“ويل ديورانت” فيلسوف ومؤرخ وكاتب أمريكي عاش ما بين (1885-1981) ، اهتم أساسا بالتأريخ للفلسفة، له مؤلفات عديدة أبرزها : “قصة الفلسفة” الذي اقتطف منه هذا النص.
إشكال النص
ما موقع بلاد اليونان؟
أطروحة النص
إبراز “ويل ديورانت” الموقع الجغرافي لبلاد اليونان بالنسبة لباقي البلدان، يحدها شمالا مقدونيا وجنوبا جزيرة كريت وشرقا آسيا الصغرى، وغربا إيطاليا.
المقطع الثاني: توظيف نص “ويل ديورانت” ص 11
الأفكار الأساسية:
- توضيح صاحب النص أن تضاريس بلاد اليونان عبارة عن جبال وهضاب قسمتها إلى أجزاء منعزلة وجعلت التنقل والمواصلات أشد صعوبة وخطورة.
- تأكيد صاحب النص أن صعوبة تضاريس بلاد اليونان ساهم في تطور المدن اليونانية واستقلالها على جميع المستويات.
إشكال النص:
ما الطابع التضاريسي لبلاد اليونان؟
أطروحة النص:
إبراز صاحب النص الطابع التضاريسي الصعب لبلاد اليونان الذي ساهم في انعزال المدن اليونانية بعضها عن بعض مما أدى إلى صعوبة التنقل والمواصلات بين المدن الشيء الذي فرض على كل مدينة الاعتماد الذاتي لتحقيق الاكتفاء الاقتصادي الذي كان له دور في تطور المدن اليونانية.
مفاهيم النص:
- الاكتفاء الاقتصادي الذاتي: هو توازن بين العرض والطلب، والاكتفاء بالإنتاج المحلي دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج.
المقطع الثالث: توظيف نص ويل ديورانت ص 12
أفكار النص الأساسية:
- إبراز “ديورانت” موقع مدينة أثينا الذي حولها إلى بوابة يخرج منها اليونانيون إلى آسيا الصغرى، وعن طريقها تم نقل الترف والحضارة إلى بلاد اليونان.
- تأكيد ويل “ديورانت” أن مكانة أثينا جاءت بفضل مينائها وأسطولها البحري الكبير.
- إبراز ويل “ديورانت” أن إطلالة مدينة أثينا على البحر الأبيض المتوسط مكنها من التميز عن باقي المدن اليونانية خاصة إسبارطا مما حولها إلى إحدى المدن التجارية العظيمة في العالم القديم.
إشكال النص
ما موقع ومكانة مدينة أتينا؟
أطروحة النص
توضيح صاحب النص الموقع والمكانة المتميزة لمدينة أثينا، والذي حولها إلى إحدى المدن التجارية العظيمة.
خلاصة:
ظهرت الفلسفة لأول مره في شبه الجزيرة اليونانية التي تقع في جنوب شرق أوروبا متوسطة بين الشرق والغرب، تحدها شمالا مقدونيا، وجنوبا جزيره كريت، وغربا إيطاليا، وشرقا آسيا الصغرى، يغلب على تضاريسها الطابع الجبلي مما نتج عنه صعوبة التنقل والمواصلات بين المدن اليونانية عن بعضها البعض، هذا العامل التضاريسي حتم على كل مدينه يونانية الاعتماد على الاكتفاء الاقتصادي الذاتي الذي أدى الى تطور المدن اليونانية واستقلالها، وظهور ما يسمى بالمدينة الدولة، حيث لكل مدينه نظامها السياسي والديني والحضاري المستقل عن بقية المدن الأخرى (أثينا، إسبارطا…) فأثينا مثلا احتلت مكانة متميزة لدى اليونانيين باعتبارها بوابة يخرج منها الفرد اليوناني إلى آسيا الصغرى، وعن طريقها تم نقل الحضارة والترف إلى بلاد اليونان فتحولت أثينا بفضل ذلك وبفضل مينائها وأسطولها البحري إلى سوق تجاري كبير، وإلى مكان تجمع أجناس ومذاهب وعقائد مختلفة، الشيء الذي جعلها ملتقى لتلاقح حضارات وثقافات مختلفة، وساعد على نقل حدة النقاش إلى بلاد اليونان وساهم في ظهور فكر جديد هو الفكر الفلسفي.