مفهوم الحقيقة | تقديم مفهوم الحقيقة | مجزوءة المعرفة
تقديم مفهوم الحقيقة
ما الحقيقة؟ وما علاقتها بالرأي؟ وهل الحقيقة معطاة أم مبنية؟ ما هي معايير الحقيقة؟ هل يكمن هذا المعيار في عدم التناقض، أم في التطابق بين الفكر والواقع، أم في النجاعة العملية؟ ما قيمة الحقيقة؟ هل يتم السعي وراءها لغاية معرفية أم أخلاقية أم عملية نفعية؟
المحور الأول: الحقيقة والرأي
تعتبر الحقيقة هدفا لمختلف أنواع المعرفة البشرية، وغاية تنشدها كل أشكال الخطابات البشرية؛ والخطابين الفلسفي والعلمي منها على وجه التدقيق. ذلك أن الفلاسفة تساءلوا ومنذ نشأة الفكر الفلسفي عند الإغريق، عن مفهوم الحقيقة، واعتبروها غاية الفيلسوف الأصيل، ومسعى لكل مجهود للمعرفة. غير أن الحقيقة بما هي هدف لكل بحث معرفي أو تأمل عقلي، قد يتطلب الوصول إليها قطيعة مع الآراء الشائعة بين الناس، وتخليا عن الأساليب المشتركة في الحكم على الأمور.
المحور الثاني: معايير الحقيقة
وإذا كان الحديث عن الحقيقة يتم عادة بصيغة المفرد، فإن ذلك لا ينفي أنها ذات أوجه متعددة، فقد تكون عقلية أو حسية تجريبية أو حدسية. وهذا التوتر بين وحدة مفهوم الحقيقة وتعدد أوجهها، يجعل من الضروري تحديد معايير للتمييز بين الصدق والكذب، وبين الصواب والخطأ، حتى تستجيب الحقيقة لمطلبي الكونية والشمولية.
المحور الثالث: الحقيقة بوصفها قيمة
كما أن الإجماع على اتخاذ الحقيقة غاية يحتم التفكير في قيمتها وما يبرر سعي الجميع وراءها . وهكذا تثير علاقة الحقيقة بالرأي ومعاييرها وقيمتها مجموعة من الإشكالات يمكن التعبير عنها من خلال التساؤلات التالية:
- ما الحقيقة؟ وما الرأي؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟ هل الحقيقة معطاة في الرأي، أم يتم بناؤها؟
- ما هي المعايير المؤسسة للحقيقة؟ هل معيارها صوري فكري عقلي، أم مادي واقعي تجريبي، أم عملي نفعي؟ / هل يكمن هذا المعيار في عدم التناقض، أم في التطابق بين الفكر والواقع، أم في النجاعة العملية؟
- ما قيمة الحقيقة؟ / من أين تستمد الحقيقة قيمتها؟ هل تُطلب لذاتها باعتبارها غاية نظرية معرفية، أم يتم السعي وراءها لغاية عملية نفعية؟ أم أن لها غاية أخلاقية؟
محاور درس الحقيقة:
المحور الأول: الحقيقة والرأي
المحور الثاني: معايير الحقيقة
المحور الثالث: الحقيقة بوصفها قيمة