تحليل نص بليز باسكال الحقيقة و الرأي
تحليل نص بليز باسكال، حقائق القلب وحقائق العقل
1. إشكال النص
هل القلب هو المصدر الوحيد للحقيقة، أم هناك مصادر أخرى لبلوغها؟ وما دور القلب والغريزة في إنتاج الحقيقة؟
2. أطروحة النص
ينفي “باسكال” من خلال نصه أن يكون العقل وحده مصدرا للحقيقة، كما ينفي قدرته على احتكار المعرفة، مؤكدا في المقابل على طرق أخرى لإدراكها وهي القلب والشعور، فحين يعجز عقلنا عن إدراك بعض الحقائق فذلك لايعني استحالة المعرفة وعدم إمكانيتها ويقينيتها، لأنه ما دامت الحقيقة تتأسس على المبادئ، فإن معرفة المبادئ الأولى مثل المكان والزمان والحركة والأعداد تتأسس على القلب والحدس، فالقلب يشعر بالمبادئ ثم يأتي العقل بعد ذلك ليتخذ من المبادئ التي أنتجها القلب أساسا للبرهان, ویوظفها في عملية الاستدلال، فيصِلُ الى قضايا تتمتع بنفس درجة يقين المبادئ التي نتجت عنها، أي تلك المبادئ التي أنتجها القلب بداية. يقول «باسكال» «إننا نشعر بالمبادئ، أما القضايا فيُستخلص بعضها من بعض، والكل له نفس درجة اليقين وإن اختلفت الطرق المؤدية إليه»
3. مفاهيم النص
القلب: يشير عند باسكال إلى قوة الإدراك المباشر للمبادئ الأولية باعتبارها حقائق ثابتة ويقينية، يستند إليها العقل في عملية البرهان أو الاستدلال.
المبادئ: حسب “باسكال” هي الحقائق الأولى التي يتعذر الوصول اليها بالعقل، لأنها بذلك لن تكون حقائق أولية وإنما حقائق مستنبطة من غيرها. فهي من وحي حدس القلب.
القضايا : جمع قضية في تعريف أرسطو “كل جملة لها معنى” وتكون الجملة قضية حين تحتمل الصدق والكذب ويعرفها بن سينا بأنها كل حكم فيه نسبة بين شيئين، بحيث يتبعه حكم صدق أو كذب.
الاستدلال: يقصد به في هذا السياق الاستدلال البرهاني كفعل عقلي يتأسس على مبادئ كلية يقينية صادرة عن القلب، فتلزم عنها نتائج يقينية قطعا وفق الضرورة المنطقية (الاستنباط المنطقي)
4. استنتاج النص:
يقول باسكال: إننا لا ندرك الحقيقة بالاستدلال العقلي وحده، بل ندركها بالقلب أيضا، وكذلك معرفتنا بالمبادئ الأولى، فهي لا تتم إلا بهذا النوع الثاني من الإدراك، ومن الواجب على العقل أن يرجع لإدراكات القلب والغريزة، وأن يبني عليها نظره واستدلاله، فالقلب لا يقتصر على إدراك العواطف بل يتسع لإدراك الحقائق العقلية. وهكذا: فالمبادئ الأولية معطاة بالحدس والقلب أو الشعور، في حين تنتج القضايا عن استدلالات العقل.