مجزوءة السياسة

مجزوءة السياسة | تقديم مجزوءة السياسة

مجزوءة السياسة تقديم مجزوءة السياسة
مجال السياسة هي فن تدبير الشأن العام للأفراد والجماعات داخل المجتمع

تقديم (1) مجزوءة السياسة

تحضى السياسة بمكانة خاصة في الفكر الفلسفي، على اعتبار أن الانسان كائن سياسي واجتماعي بطبعه، كما يقول “أرسطو”، ومعنى ذلك أنه استطاع منذ القدم أن يُنظم حياته الاجتماعية وفق مؤسسات وأطر وتشريعات قانونية. فما السياسة إذن؟
يعود أصل كلمة سياسة إلى الكلمة الإغريقية polis التي تعني نظام العلاقات الذي تنبني عليه المدينة وطريقة الحكم فيها، وفي اللسان العربي نجد أن كلمة سياسة مشتقة من الفعل «ساس»، وساس القوم، بمعنى تولى رعاية شؤون الأمة بتدبيرها وتصرِيفها بالحق، أما تعريفها الفلسفي فهي علم أو فن تدبير شؤون المجتمع، وعليها يتوقف نشر وتثبيت القانون بواسطة قوة عمومية، ومن ومعانيها كذلك، السعي إلى السلطة وممارستها بشكل عمومي داخل المدينة أو الدولة. وجاء في موسوعة  “لالاند” الفلسفية في مفهوم السياسة، «هي أسلوب أو نمط حكم الدولة وكيفية توجيه مواطنيها اعتمادا على السلطة والقانون».

تقديم (2) مجزوءة السياسة

من بين الأبعاد المكونة للإنسان بعده السياسي، فقد أكد أرسطو أن الإنسان “حيوان سياسي ومدني بطبعه”، بمعنى أن الإنسان، لا يمكن أن يحقق السياسة إلا داخل المجتمع، وهذا الأخير ليس شكلا من أشكال التجمع العفوي والتلقائي، بل هو شكل من أشكال الوجود المنظم بواسطة قوانين تمثيلية ومؤسسات تنظيمية (سياسية، اجتماعية مدنية، اقتصادية، حقوقية، أمنية، خدماتية…) تسهر على تنظيم حياة المجتمع. وتدبير شؤون أفراده وجماعاتة. والعمل على إشباع حاجاتهم.

وحينما نتحدث عن المجتمع كوجود محكوم بقوانين ومؤسسات وأشكال من السلطة، فإنما نقصد الدولة، وهي المجال الذي تُمارس فيه السلطة السياسية. عن طريق مكوناتها، ويُعمل فيه على توزيعها وتوجيهها خدمة للغايات العامة والمشتركة للأفراد والمواطنين، وعلى رأسها الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الإجتماعي.

فما السياسة؟ السياسة هي مجال ممارسة السلطة بشكل عمومي داخل تنظيم اجتماعي ذو سيادة ووحدة واستقلالية تسمى الدولة، تُمارس بواسطة قوانين ومؤسسات، من أجل تنظيم حياة المجتمع وتوجيهه، وتدبير شؤونه العامة. بتلبية حاجاته ومتطلباته الأساسية، وكذلك بإقرار حقوق وفرض واجبات تحضى بالمشروعية، وتضمن سير المجتمع على نحو سليم ومنسجم.

فالسياسة، بما هي فاعلية و ممارسة جماعية، نتاج للتعاقد الاجتماعي بين الأفراد للتخلي عن التصرف والفعل وفق ميولاتهم و أهوائهم وغرائزهم. إنها شكل من أشكال المقاربات الجماعية المُفَكر فيها لتحقيق الغايات المشتركة. ويُفترض في السياسة أن تعمل على تجسيد القيم الانسانية والمبادئ الأخلاقية، كقيم الحق والقانون والعدالة، والحرية كقيم عليا على أرض الواقع، أي الحق باعتباره مجموع الحريات التي يمكن للفرد أن يتمتع بها داخل الدولة. والعدالة، كتجسيد لمبدأ المساواة والإنصاف، وهي الغايات السامية التي ظهرت من أجلها السياسة ووجدت الدولة.

مكونات مجزوءة السياسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى